loader
 

السؤال: السلام عليكم يقول الرسول عليه الصلاة و السلام الخلفاء من بعدي اثناعشرة خليفة كلهم من قريش و يقول ايضا لاتقوم الساعة حتى يليني اثناعشرة خليفة اخرهم مهديهم ما قولكم و شكرا

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعْهَا فَقَالَ أَبِي إِنَّهُ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. (البخاري)
راوي هذا الحديث هو جابر بن سمرة. وجابر كان طفلا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم إنه لم يسمع ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم جيدا، لذا فقد أكمل له أبوه عبارة (كلهم من قريش)، وفي رواية الترمذي (فَسَأَلْتُ الَّذِي يَلِينِي فَقَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ)، وهذه الرواية كلها: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ أَمِيرًا قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَسَأَلْتُ الَّذِي يَلِينِي فَقَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ (الترمذي).
فإذا كان طفلا وإذا صرّح أنه لم يسمع النص كله، لذا إما أن نُسقط الرواية ونقول: لا بد أن بعض كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم لم تُسمع. أو أن نحاول أن نجتهد في معرفة هذه الكلمات.
والذي نرجحه أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن اثني عشر قرنا قبل بعثة الإمام المهدي.. أي أنه صلى الله عليه وسلم تنبأ أن الإمام المهدي سيُبعث سنة 1300هـ تقريبا.
فظنّ جابر أنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن أمراء، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يتحدث عن قرون.
وهذا الحديث فيه دليل قوي على نقض فكرة الأئمة الـ 12، لأن الفكرة التي لدى الإخوة الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تحدث مرارا وتكرارا عن الأئمة الـ 12، ولكن أهل الحديث قد تركوها عمدا أو خوفا من السلطة العباسية.. فروايتهم لهذه الرواية التي فيها العدد 12 يُبطل هذه النظرية، إذ ما الذي يضطرهم لرواية جابر بن سمرة مع أنه لم يسمع ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم جيدا سوى أمانتهم في النقل؟ وهذا يؤكد أن فكرة الأئمة الـ 12 لم يكن لها أي رواج في ذلك الوقت.. أي في وقت تدوين الحديث في القرن الثالث الهجري. فالحديث فيه براءة لأهل الحديث وفيه إبطال لأي كلام عن الأئمة الـ12.
أما نقض الإمامة التي عند الإخوة الشيعة فقد تحدثنا عنها في برنامج الحوار المباشر، ويكفي لنقضها أنها تتضمن أن هناك إماما لا زال غائبا منذ 1200 عام. وهذا مخالف لسنة الله تعالى..
مع أن إبطال ذلك لا يحتاج دليلا.





 

خطب الجمعة الأخيرة