loader
 

السؤال: يا اخي هاني طاهر اني حائر لااعرف من هي الجماعة التي اتبعها واني خائف ان اموت وانا كافر بالجماعة اللتي تدعون بالحق

هناك ثلاث نقاط أساسية:
أولا: لماذا الحيرة؟ فالحق واضح كالشمس، ألا تكفي ثلاثون دليلا على صدق المسيح الموعود عليه السلام؟ ألم يكن صادقا طوال حياته، فهل يُعقل أن يقرر أن يفتري على الله الكذب بعد أن تجاوز الأربعين والخمسين؟ ألم تظل جماعته في ازدهار مستمر كما هي جماعات الأنبياء؟ ألم يتعهد الله تعالى بالقضاء على المتقول ودعوته؟ ألم يتعهد بانتصار النبي ودعوته؟
ثم ما البديل لجماعتنا الإسلامية الأحمدية؟ هل هي السلفية القشرية الخرافية القاسية؟ هل هم شاتمو الصحابةِ خيرِ القرون المنتظرون غائبا موهوما؟ هل هم مثيرو الفتن والحروب الداخلية أصحاب اللسانين والوجهين والكيلين من أدعياء الوسطية وهم أبعد الناس عنها؟
ثانيا: عليك بالدعاء والتوجّه إلى الله تعالى؛ فقد تكفل عزّ وجلّ بهداية من يطلب الهداية بإخلاص وصدق.
ثالثا: على فرض أن الحق غامض، فالإيمان لا ضرر فيه، بل فيه محاسن عدّة، وأولها إحسان الظنّ، فأنت حين تؤمن بالمسيح الموعود عليه السلام فتكون قد أحسنتَ الظنّ به وصدّقته فيما قال، وهذا ينفع أخلاقك وروحانيتك، أما إساءة الظن فهي سمّ. ثم إنه ينطبق عليك قوله تعالى {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (194) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (195) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} (آل عمران 194-196). ثم إنّ عدم الإيمان يزيد المرء يأسا وإحباطا في انتظار المجهول والغائب. كما أنه يؤدي إلى القلق الفكري والنفسي. ثم إنك بالإيمان تنضمّ إلى جماعة عالمية تنشر الإسلام والخير والحقّ بكل اللغات. ثم إن هذه الجماعة تفتح لك باب التضحية بالمال، فتتبرع بجزء من مالك من أجل الفقراء ومن أجل نشر الإسلام وبناء المساجد في كل المعمورة. ثم إنك تتعرف على إخوة لك في كل بلاد العالم ولغاته.. إخوة ينطبق عليهم قوله تعالى {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} (الأَنْفال 64)، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (مريم 97).


 

خطب الجمعة الأخيرة