loader
 

السؤال: هل غلام أحمد نبي حقيقي ?? أم سمي نبيا مجازا و استعارة ?? شكرا

لا بد من التوضيح، ولا يكفي أن نقول نعم أو لا، ففي كلتا الحالتين لن يُفهم الجواب.
المسيح الموعود عليه السلام نبي ظلّي، أي تابع للرسول صلى الله عليه وسلم مثلما يتبع الظلّ صاحبه، وهو نبي بروزي، أي كأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي برز وظهر وبُعث من جديد. فالمسيح الموعود عليه السلام ليس شيئا مقابل الرسول صلى الله عليه وسلم، أي لم يأتِ بجديد ولم ينل هذا المنصب إلا بفضل اتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم وفنائه فيه.
يقول المسيح الموعود عليه السلام في آخر فقرة من كتيبه إزالة الخطأ:
غايتي الآن من هذه الرسالة هي أن معارضِيّ الجهلة ينسبون إليَّ أنني أدعي أنني نبي ورسول، والحقّ أنني لم أدّع ذلك. فلست نبيا ولا رسولا على نحو ما يفكرون. نعم، أنا نبي ورسول بهذا المعنى الذي بينتُه. فالذي يتهمني بطريقته الشريرة بأنني أدّعي النبوة والرسالة، فإن فكرته باطلة ونجسة. لقد صرتُ نبيا ورسولا بطريقة البروز. وعلى هذا الأساس سماني الله مرارا نبي الله ورسول الله، لكن في صورة البروز. لست شيئا، إنما هو محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم . ومن هذه الناحية صار اسمي محمدا وأحمد، وهكذا فالنبوة والرسالة لم تنتقل إلى أحد، بل الحقّ أنّ ما كان لمحمد ظَلَّ في الحقيقة عنده، عليه الصلاة والسلام. (إزالة الخطأ، عام 1901)
وقد زاد حضرته هذا توضيحا حين قال في عام 1907:
"إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلةُ المرسلين. فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة. وواللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية، وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة". (الاستفتاء، ص 86)
ويقول حضرته: "السر الحقيقي في ذلك أن مفهوم خاتم النبيين يتطلب أنه إذا أعلن أحد أنه نبي، وما زالت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مغايرة فإنه يكسر الختم الذي على خاتم النبيين، لكن مَن فنى في خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم نفسه بحيث كسب اسمه بسبب اتحاده المتناهي وانتفاء الغيرية بينهما، وانعكس فيه وجه النبي صلى الله عليه وسلم كما في المرآة؛ سيسمى نبيا من دون أن يكسر الختم، لأنه محمد وإنْ كان ظِليًّا. فحتى مع ادعاء النبوة، ممن سمي محمدا وأحمد ظليا، فقد ظلَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين؛ لأن محمدا الثاني هو انعكاس لمحمد صلى الله عليه وسلم نفسه، ويحمل اسمه. أما المسيح فلا يمكن أن يأتي من دون أن يكسر ختم النبوة، لأن نبوته مستقلة ومنفصلة". (إزالة الخطأ)
ويتابع حضرته قائلا:
"إذا لم يكن أحد سيُبعث نبيا ورسولا بروزيا فما معنى دعاء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ؟ لذا ينبغي تذكّرُ أنني لم أنكر نبوتي ورسالتي وفق هذه المعاني. وبهذا المعنى سُمِّي المسيح الموعود نبيا في صحيح مسلم أيضا. إذا كان الذي يتلقى أخبار الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيًّا فبالله أَخبِروني بأي اسم يجب أن يُدعى"؟ (إزالة الخطأ)




 

خطب الجمعة الأخيرة