loader
 

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم .ارجو ان يجبنى الاستاذ تميم ولكم جزيل الشكر والسؤال هو كيف ا قنع نفسى والناس ان الصلاة خلف من يقول لا الة الا الله محمد رسول الله لاغية من القران او من ..االسنة او كلام الامام وان كانت غير لاغية فلن اقبل اى مبررات ولكم جزيل الشكر

بداية، إن مجرد إعلان الشهادة وحده لا يغني عن المرء شيئا إلا إذا التزم بالعمل الصالح وتجنب الوقوع في الآثام والخطايا وتطهر منها. وشرط الإمامة الوحيد هو التقوى، ومن كان واقعا في الآثام والخطايا ومشتهرا بها فلا تجوز إمامته. فهل تقبل مثلا أن تصلي خلف من اشتهر بالزنا أو السرقة أو القتل أو الاغتصاب؟!

ثم إن الذين يعلنون الشهادة ولم يؤمنوا بالإمام المهدي هم إما أن يكونوا لم يسمعوا به، وعند ذلك لا بد من إسماعهم، وإما أن يكونوا مترددين في أمره، والمتردد هو ما زال على الكفر به حتى يؤمن، وإما أن يكونوا يكفرونه، وعندها فقد اقترفوا إثما عظيما بل هو الإثم الأكبر الذي هو الكفر بمبعوث إلهي. وفي كل هذه الحالات لا تجوز الصلاة خلف أي من هؤلاء.

وعلى كل حال، فإن النهي عن الصلاة خلف غير الأحمديين من المسلمين هو من الإمام المهدي مباشرة، ومن آمن به فلا يجوز له أن يرفض أمره، وسيجد ثمرات امتثاله لهذا الأمر عمليا وحكمها، وهي مما يطول شرحه. أما من لا يؤمن به فالقضية الكبرى التي ينبغي أن يركز عليها هي صدقه، وليس ما أمر به وما نهى عنه.

وبالعودة إلى القرآن الكريم، نجد أمرا مماثلا يمكن أن تثار حوله نفس التساؤلات. فنجد أن الله تعالى قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مسجد الضرار الذي أقامه المنافقون. علما أن المنافقين كانوا يعلنون الشهادة، بل وبنوا المسجد للعبادة ظاهريا. يقول الله تعالى:

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة 107-108)

فلم يعتبر القرآن الكريم مجرد إعلانهم للشهادة وإظهارهم أنهم قد بنوا هذا المسجد لعبادة الله وأنهم يريدون الحسنى شروطا كافية لإقامة الصلاة فيه.

وقد بين الله تعالى في هاتين الآيتين أن هذا المسجد يستخدم للضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين ولمحاربة الله ورسوله. ثم تبين الآية الثانية أن هذه الأعمال كلها تتنافى مع التقوى، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم في هذا المسجد، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. وبالنسبة للمؤمنين فهذا يعني أننا يجب ألا نأتم بهؤلاء الذين يقومون بهذه الجرائم والآثام ولا يتحلون بالتقوى حتى ولو أعلنوا الشهادة وقاموا بالعبادات وادعوا أنهم لا يريدون إلا الحسنى.. ومعلوم أن كل هذه الجرائم والآثام التي ذكرتها الآية يقوم بها معارضو الجماعة تجاه الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام وجماعته.

وهكذا فإننا نستطيع أن نستخلص بوضوح من هذه الآيات أن شرط الشهادتين لا يكفي للإمامة، بل إن هذه الآيات تنهى عن الصلاة خلف من يقومون بالجرائم والآثام، ومن لم يلتزم بهذا الأمر الإلهي فهو قد عصى الله تعالى.

ولكن لا ينبغي أن يفهم أحد أننا نعتبر مساجد غير الأحمديين من المسلمين هي مساجد ضرار، بالطبع لا. حيث يجوز للأحمدي الصلاة في كل المساجد آما أو مأموما بأحمدي آخر أو منفردا إن تمكن من ذلك. ما حاولنا التركيز عليه استخلاص مسألة الصلاة فقط، حيث قدمناه كدليل قرآني على أن أمر الإمام المهدي بعدم الصلاة خلف غير الأحمديين ليس متناقضا مع القرآن الكريم بل هو منسجم معه.

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة