بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فهر المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المسيح الموعود عليه السلام: "ولا أجادلكم اليوم بالأخبار، فإنها لها أذيال كالبحر الزخار، ولا يُخرج منها الدررَ إلا ذو الأبصار، والناس يكذّبون بعضهم بعضا عند ذكر الآثار، فلا ينتفعون منها إلا قليل من الأحرار، وإنما أقول لكم ما عُلّمتُ من ربي لعل الله يهديكم إلى الأسرار. وإني أُخبرتُ أنهم من الصالحين، ومن آذاهم فقد آذى الله وكان من المعتدين، ومن سبّهم بلسان سليط وغيظ مستشيط، وما انتهى عن اللعن والطعن وما ازدجر من الفحش والهذيان، بل عزا إليهم أنواع الظلم والغصب والعدوان، فما ظلم إلا نفسه، وما عادى إلا ربّه، وإن الصحابة من المبرَّئين. فلا تجترئوا على تلك المسالك، فإنها من أعظم المهالك، وليعتذر كل لعّان من فرطاته، وليتّق الله ويوم مؤاخذاته، وليتّق ساعة تهيِّج أسف المخطئين، وتُرِي ناصية العادين". (سر الخلافة)
ويقول عليه السلام أيضا:
"إن الآثار ما كفلت التزام اليقينيات، بل هي ذخيرة الظنيات والشكيات، والوهميات والموضوعات، فمن ترك القرآن واتكأ عليها فيسقط في هُوة المهلكات ويلحق بالهالكين. إنما الأحاديث كشيخ بالي الرياش بادي الارتعاش، ولا يقوم إلا بهراوة الفرقان وعصا القرآن، فكيف يُرجى منها اكتناز الحقائق وخزنُ نشبِ الدقائق من دون هذا الإمام الفائق؟ فهذا هو الذي يؤوي الغريب ويُطهّر المعيب، ويفتتح النطق بالدلائل الصحيحة والنصوص الصريحة، وكله يقين وفيه للقلوب تسكين. وهو أقوى تقريرًا وقولا، وأَوْسع حفاوة وطولا، ومَن تركه ومال إلى غيره كالعاشق، فتجاوز الدين والديانة ومرق مروق السهم الراشق، ومن غادر القرآن وأسقطه من العين، وتبع روايات لا دليل على تنزُّهها من المَيْن، فقد ضل ضلالا مبينا، وسيصطلي لظى حسرتين، ويريه الله أنه كان على خطأ مبين. فالحاصل أن الأمن في اتباع القرآن، والتباب كل التباب في ترك الفرقان. ولا مصيبة كمصيبة الإعراض عن كتاب الله عند ذوي العينَين، فاذكروا عظمة هذا الرزء وإن جلّ لديكم رزءُ الحسَين، وكونوا طلاب الحق يا معشر الغافلين". (سر الخلافة)
ثم يذكر عليه السلام أدلة إمامة أبي بكر رضي الله عنه فيقول:
"والآن نذكر الآيات الكريمة والحجج العظيمة على خلافة الصدّيق لنريك ثبوته على وجه التحقيق، فإن طريق الارتياب قطعة من العذاب، ومن تبع الشبهات فأوقع نفسه في المهلكات، وأما قطع الخصومات فلا يكون إلا باليقينيات، فاسمع مني ولا تبعد عني، وأدعو الله أن يجعلك من المتبصرين".
ثم يسهب عليه السلام في شرح آية سورة النور (ليستخلفنهم في الأرض) ويبين كيف تحققت في أبي بكر خاصة، ثم في عمر، وهكذا.
ثم يذكر آيات أخرى.. ويستخلص منها ما استخلصه من أحقية أبي بكر ومن قربه من الله تعالى.
ثم يؤلف حضرته قصائد في مدح الصحابة الكرام، ويحمل على معارضيهم وشاتميهم، فيقول في إحداها:
إنّ الصـحـابةَ كلَّـهـم كـذُكاءِ قـد نَوّروا وجـهَ الـورى بضيـاءِ
تركـوا أقـاربَـهم وحُبَّ عِـيالهم جـاءوا رسـولَ الله كالـفـقـراءِ
ذُبِحُوا وما خافوا الورى مِن صدقهم بـل آثـروا الرحـمـان عند بـلاءِ
تحت السـيوف تَشـهّدوا لخلوصهم شَهِـدوا بصـدق القلب في الأمْـلاءِ
حضـروا المواطنَ كلَّها مِن صدقهم حفَـدوا لـها في حَـرَّةٍ رَجْـلاءِ
الصـالـحون الـخاشعـون لربهم البـايِتـون بـذكـره وبـكاءِ
قـومٌ كِـرامٌ لا نُفـرِّقُ بيـنهـم كانـوا لخـير الرسـل كـالأعـضاءِ
مـا كان طعـنُ الناس فيهم صادقًا بل حَـشْـنَةٌ نشـأَتْ مِن الأهـواءِ
إني أرى صَحْبَ الرسـول جمـيعَهم عنـدَ المليـكِ بعـزَّةٍ قَـعْسَـاءِ
تَبِـعوا الـرسول برَحْـلهِ وثَـواءِ صـاروا بِسُـبلِ حبيـبِهم كعَـفاءِ
نـهضـوا لـنصـر نبـينا بوفـاءٍ عنـد الضـلال وفتـنةٍ صـمَّاءِ
وتـخـيَّروا لله كلَّ مـصـيبـةٍ وتهَـلَّـلوا بالقـتـل والإجـلاءِ
أنـوارُهـم فـاقَتْ بيـانَ مبـيِّنٍ يسـوَدُّ منـها وجـهُ ذي الشـحناءِ
فانظُـرْ إلى خِـدماتهـم وثَبـاتهم ودَعِ الْـعِـدا في غُـصَّةٍ وصَـلاءِ
يـا ربِّ فارحَـمْنا بصَحْبِ نبـيِّنا واغــفِـرْ وأنـتَ اللهُ ذو آلاءِ
والله يعلَـم لو قـدرتُ ولم أمُـتْ لَأَشَـعْتُ مدحَ الصَـحْبِ في الأعداءِ
إنْ كنتَ تلعَـنهم وتضحَك خِسَّةً فارقُـبْ لنـفسك كلَّ اِسْتِـهزاءِ
مَـن سبَّ أصحابَ النبيّ فقد رَدَى
حـقٌّ فمـا في الحـقّ مِن إخفاءِ
باختصار، لم يعالج المسيح الموعود عليه السلام الروايات المتعلقة بالخلاف بين الصحابة روايةً رواية، ولم يأبه بدراسة أسانيدها، بل عالجها مجملة في ضوء القرآن الكريم، فجاء قوله محكما رصينا.
ولا بد من العودة إلى كتاب (سر الخلافة) للفهم الشامل لهذا الموضوع.
وبالتالي تسقط رواية (قد هجر) التي أشرتَ إليها من جذورها، ونقول: يستحيل أن يخرج من فم عمر رضي الله عنه مثل هذا الكلام. وهكذا كل رواية مثلها.
أما الآيات القرآنية التي أشرتَ إليها، فإنه لا علاقة لها بتاتا بقصة الإمامة، وإليك بيان بعضها بسرعة:
{كتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } هذه الآية تتحدث عن الوصية عموما، وليس عن الوصية بالإمامة، ثم من هم أقارب رسول الله الذين تتحدث عنهم؟ وهل يمكن أن يوصي لوالديه؟
{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البينة) تتحدث عن اليهود والنصارى كما هو واضح، ثم لو تحدثت عن المسلمين أو انطبقت عليهم، فكيف يكون المقصود بها الإمامة؟
وهكذا الآيات الأخرى، فهي لا علاقة لها بالموضوع بالمرة، وأظنك تعرف ذلك بسهولة لو قرأتَ الآيات في سياقها.
أما جمع عليّ للقرآن فهو باعتباره صحابيا فردا وليس خليفة، ولم يكن وحده فارس هذا الميدان، ثم إننا نجلّه ونؤمن أنه الخليفة الراشد الرابع الذي ظلّ مطيعا للخلفاء السابقين. أما أنه هو الوحيد الذي جمع القرآن فليس ذلك صحيحا البتة.
وإذا لم تكن تؤمن بالمهدي الغائب، فتكون قد قضيتَ على نظرية الاثني عشرية من جذورها، لأن هذا المهدي أساسٌ عندهم، ولا بد أن يكون غائبا منذ 1200 سنة تقريبا، وإلا فينهار الصرح كله.
أما أدلة صدق المسيح الموعود عليه السلام فلا يمكن تناولها في هذا الجواب، بل لا بد من قراءة بعض كتبه على الأقل من الموقع، وشيئا من سيرته عليه السلام؛ فصدقه بيّن للناظرين؛ كتاب الله يشهد والصحاح، كما قال عليه السلام في قصيدته الرائعة التي مطلعها:
هداك الله هل قتلي يُباح ________وهل مثلي يدمَّر أو يُجاح
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8