loader
 

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد سيد الثقلين والفريقين من عرب ومن عجم وبعد : وإنني لمن دواعي سروري أن أبعث إليكم بما يماثل أقدس خطاب وأقول : (( إني آنست ناراً ... أو أجد على النار هدى )) فكان الخطاب وكان ما كان لا أدري لعلّي آتي بما أتى ((الهدى )) ولعلّي بالنار احترق أو احرق .... عافانا الله من الزلل ، السادة القائمين على الدعوة الأحمدية أحييكم في كل مكان أينما كنتم ولا يسعنا إلا أن بشكركم بهذه العجالة التي قدمتموها سيما الأستاذ هاني طاهر الذي سمعناه ورأيناه على الفضائية الأحمدية لي الشرف أن أتخاطب معكم بكل احترام وأدب وذلك أسوة بنبي الرحمة فهو علمنا ذلك قبل احد من العباد ، إنني أمام مفترق طرق بعد وفاته عليه السلام وكل مؤمن ممتحن في هذا العصر : (( نشكو إلى الله غيبة نبينا،وقلة عددنا، وتظاهر الزمان علينا )) النبي ع بين كما أمره ربه ، بلّغ ... تركنا على البيضاء ، .... كتاب الله فيه شيء من الغموض (( مجمل )) وتفصيله عند الرسول (( لتبين للناس ...)) تأويله لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم لا يعلمون إلا ما أراد الله لهم أن يعرفوا فهم لربهم يسلمون إن علموا أم جهلوا ... لا أريد الدفاع عن مذهب بعينه ، ولكني وان تبنيت احدها ... كرد فعل على حالة سابقة ... ، فأنا لا أؤمن بالمذاهب يؤلمني جداً حديث المذاهب ، هذا ما فعلته اللئام ، وما تطاولت عليه الأيام ، اختلاط الدين بالسياسة ، ((وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) لا نريد سياسة ، نريد أن نكون طلقاء إليه ,بل نريدها لله لأنه لا دين بلا سياسة ، رسول مسجى ، وهم يختلفون ، منا أمير منكم أمير ، يحسمها رجل يبايع دون شورى ، فلتة ، ومن قبله قد اتهمه بالهجر ، كل هذا نقله الثقاة أين المفر ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، بل قوله : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فمن المحسود إن لم يكونوا أهله ، أليس الوصية للأقربين حقاً على المتقين ، ألم يبدلها .. بلى والله ... لقد فعلوها فما هذا الخطاب النازل إن لم يكونوا هم المخاطبين ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ، أن اهرب من هذا الكتاب ومن هذه السنة ومن هذا التاريخ فمهما تكن مدة الخلافة الراشدة كما قلت ، لكنها وُجدت شرعية كان أم ... ، وكان لها أثر سياسي فعال ، فالقرآن الكريم جمع في زمنهم ، نعم جمع من بين قراءات شتى اختلفوا فيها ، والقضاء على الفرس والروم المعتدين تم في عهدهم ، وقبلها قضي على التمرد في الجزيرة كلها.. ومن ثم أعز الله الفرس بالإسلام البخاري مسلم الترمذي كلهم من العجم ... سنة كانوا أم شيعة ... ما دام الخلاف خلفه الأجداد ... وفي عهدهم انتشر الإسلام في أصقاع شاسعة وبعيدة.. وفي عهد الخلفاء الراشدين الثلاثة لم يقتل أي من آل البيت رضي الله عنهم، بل قمعوا وحجموا ... ولا من المسلمين الآمنين المطمئنين الموالين للسلطة الحاكمة ، بل كان عهد أمن وسلم داخلي لمن والاهم ونار مسلطة على من عاداهم ، هكذا تكون المعارضة في كل زمان ومكان .. ولو قارنا ذلك بفكرة الإمامة ، كما قلت ، لما وجدنا شيئا يجيز المقارنة. فالأئمة الإثنا عشر لم يجمعوا القرآن ، بل جمعه علي ووعاه وحفظه ، هو أولاده من بعده ... كيف والراوي يرويه عنهم أليس حفص كوفي ، أليس عاصم بن أبي النجود الشيعي كوفي أيضا أليس السلمي عبد الرحمن كوفي أيضاً وتلميذاً كان لعلي ، أليس ابن سيرين قال : لو أصبت مصحف علي لأصبت العلم كله ... أليس البخاري يروي روايته عن بعض الشيعة أكثر من راوي اتهموا بالتشيع وصحت رواياتهم في كتب السنة ، لا انصب نفسي داعية عليكم ، فما من أحد إلا وله مقام معلوم ، ولا انتقص منكم أحد ، فالمؤمن أخو المؤمن (( الله ربنا ،والإسلام ديننا ،ومحمد نبينا ، فلا معنى للخلاف إلا للبحث عن الحقيقة والحق أحق بالإتباع ، ... )) نعم ولم يقضوا على عدوان الفرس والروم ولم يوحدوا الجزيرة ولم يقضوا على التمرد ولم يحكموا بين الناس بالعدل ولم يخلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في قيادة المسلمين، ولم ينتخبهم المسلمون يوما خلفاء أو قادة. واللافت أن آخرهم -على فرض وجوده- هارب خائف لا يقدر على المواجهة ولا يستفيد منه الناس، وهو لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر.. وهذه كلها تدينه وتؤثِّمه. والحقيقة أنه لا وجود لهذا الرجل، إلا في عقول المشايخ والروايات التي تروى عن الرسول، فهي روايات صدقها من كذبها لا يعلمه إلا الله ، اللهم إلا أنهم آله ونحن مأمورين بولائهم وحبهم بل وإتباعهم ، أليس قال آمنوا كما امن الناس فمن هم الناس هم آل بيته أم عامة الناس فهذا لا ينساق إلا مع الخاصة . قلت : بل لقد بعث الله الإمام المهدي الذي هو نفسه المسيح الموعود، وهو حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام، وهو الحكم العدل في كل الأمور، ومنها الخلاف في مسألة الخلافة والإمامة.. الرجاء بيان ذلك ببيان عقلي أو نقلي من كتاب أو سنة وكما علمنا القرآن الحق أحق أن يتبع . قلت : فندعوك أن تقرأ كتبه ليتبين لك صدقه.. فهذا دوركم وعليكم التبليغ ، إن كنتم محقين ، وهذه رسالتكم ونحن تلامذتكم في ذلك والسلام ... جمعنا الله وإياك على الإيمان والعمل الصالح وأوردنا حوض نبيه العدنان ... وصلى الله على نبيه واله ونفعنا بكم آمين ... السيد فهر الله بن محمود فرواتي عفا الله عنه حلب المحروسة 2008

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فهر المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المسيح الموعود عليه السلام: "ولا أجادلكم اليوم بالأخبار، فإنها لها أذيال كالبحر الزخار، ولا يُخرج منها الدررَ إلا ذو الأبصار، والناس يكذّبون بعضهم بعضا عند ذكر الآثار، فلا ينتفعون منها إلا قليل من الأحرار، وإنما أقول لكم ما عُلّمتُ من ربي لعل الله يهديكم إلى الأسرار. وإني أُخبرتُ أنهم من الصالحين، ومن آذاهم فقد آذى الله وكان من المعتدين، ومن سبّهم بلسان سليط وغيظ مستشيط، وما انتهى عن اللعن والطعن وما ازدجر من الفحش والهذيان، بل عزا إليهم أنواع الظلم والغصب والعدوان، فما ظلم إلا نفسه، وما عادى إلا ربّه، وإن الصحابة من المبرَّئين. فلا تجترئوا على تلك المسالك، فإنها من أعظم المهالك، وليعتذر كل لعّان من فرطاته، وليتّق الله ويوم مؤاخذاته، وليتّق ساعة تهيِّج أسف المخطئين، وتُرِي ناصية العادين". (سر الخلافة)
ويقول عليه السلام أيضا:
"إن الآثار ما كفلت التزام اليقينيات، بل هي ذخيرة الظنيات والشكيات، والوهميات والموضوعات، فمن ترك القرآن واتكأ عليها فيسقط في هُوة المهلكات ويلحق بالهالكين. إنما الأحاديث كشيخ بالي الرياش بادي الارتعاش، ولا يقوم إلا بهراوة الفرقان وعصا القرآن، فكيف يُرجى منها اكتناز الحقائق وخزنُ نشبِ الدقائق من دون هذا الإمام الفائق؟ فهذا هو الذي يؤوي الغريب ويُطهّر المعيب، ويفتتح النطق بالدلائل الصحيحة والنصوص الصريحة، وكله يقين وفيه للقلوب تسكين. وهو أقوى تقريرًا وقولا، وأَوْسع حفاوة وطولا، ومَن تركه ومال إلى غيره كالعاشق، فتجاوز الدين والديانة ومرق مروق السهم الراشق، ومن غادر القرآن وأسقطه من العين، وتبع روايات لا دليل على تنزُّهها من المَيْن، فقد ضل ضلالا مبينا، وسيصطلي لظى حسرتين، ويريه الله أنه كان على خطأ مبين. فالحاصل أن الأمن في اتباع القرآن، والتباب كل التباب في ترك الفرقان. ولا مصيبة كمصيبة الإعراض عن كتاب الله عند ذوي العينَين، فاذكروا عظمة هذا الرزء وإن جلّ لديكم رزءُ الحسَين، وكونوا طلاب الحق يا معشر الغافلين". (سر الخلافة)
ثم يذكر عليه السلام أدلة إمامة أبي بكر رضي الله عنه فيقول:
"والآن نذكر الآيات الكريمة والحجج العظيمة على خلافة الصدّيق لنريك ثبوته على وجه التحقيق، فإن طريق الارتياب قطعة من العذاب، ومن تبع الشبهات فأوقع نفسه في المهلكات، وأما قطع الخصومات فلا يكون إلا باليقينيات، فاسمع مني ولا تبعد عني، وأدعو الله أن يجعلك من المتبصرين".
ثم يسهب عليه السلام في شرح آية سورة النور (ليستخلفنهم في الأرض) ويبين كيف تحققت في أبي بكر خاصة، ثم في عمر، وهكذا.
ثم يذكر آيات أخرى.. ويستخلص منها ما استخلصه من أحقية أبي بكر ومن قربه من الله تعالى.
ثم يؤلف حضرته قصائد في مدح الصحابة الكرام، ويحمل على معارضيهم وشاتميهم، فيقول في إحداها:
إنّ الصـحـابةَ كلَّـهـم كـذُكاءِ قـد نَوّروا وجـهَ الـورى بضيـاءِ
تركـوا أقـاربَـهم وحُبَّ عِـيالهم جـاءوا رسـولَ الله كالـفـقـراءِ
ذُبِحُوا وما خافوا الورى مِن صدقهم بـل آثـروا الرحـمـان عند بـلاءِ
تحت السـيوف تَشـهّدوا لخلوصهم شَهِـدوا بصـدق القلب في الأمْـلاءِ
حضـروا المواطنَ كلَّها مِن صدقهم حفَـدوا لـها في حَـرَّةٍ رَجْـلاءِ
الصـالـحون الـخاشعـون لربهم البـايِتـون بـذكـره وبـكاءِ
قـومٌ كِـرامٌ لا نُفـرِّقُ بيـنهـم كانـوا لخـير الرسـل كـالأعـضاءِ
مـا كان طعـنُ الناس فيهم صادقًا بل حَـشْـنَةٌ نشـأَتْ مِن الأهـواءِ
إني أرى صَحْبَ الرسـول جمـيعَهم عنـدَ المليـكِ بعـزَّةٍ قَـعْسَـاءِ
تَبِـعوا الـرسول برَحْـلهِ وثَـواءِ صـاروا بِسُـبلِ حبيـبِهم كعَـفاءِ
نـهضـوا لـنصـر نبـينا بوفـاءٍ عنـد الضـلال وفتـنةٍ صـمَّاءِ
وتـخـيَّروا لله كلَّ مـصـيبـةٍ وتهَـلَّـلوا بالقـتـل والإجـلاءِ
أنـوارُهـم فـاقَتْ بيـانَ مبـيِّنٍ يسـوَدُّ منـها وجـهُ ذي الشـحناءِ
فانظُـرْ إلى خِـدماتهـم وثَبـاتهم ودَعِ الْـعِـدا في غُـصَّةٍ وصَـلاءِ
يـا ربِّ فارحَـمْنا بصَحْبِ نبـيِّنا واغــفِـرْ وأنـتَ اللهُ ذو آلاءِ
والله يعلَـم لو قـدرتُ ولم أمُـتْ لَأَشَـعْتُ مدحَ الصَـحْبِ في الأعداءِ
إنْ كنتَ تلعَـنهم وتضحَك خِسَّةً فارقُـبْ لنـفسك كلَّ اِسْتِـهزاءِ
مَـن سبَّ أصحابَ النبيّ فقد رَدَى
حـقٌّ فمـا في الحـقّ مِن إخفاءِ
باختصار، لم يعالج المسيح الموعود عليه السلام الروايات المتعلقة بالخلاف بين الصحابة روايةً رواية، ولم يأبه بدراسة أسانيدها، بل عالجها مجملة في ضوء القرآن الكريم، فجاء قوله محكما رصينا.
ولا بد من العودة إلى كتاب (سر الخلافة) للفهم الشامل لهذا الموضوع.
وبالتالي تسقط رواية (قد هجر) التي أشرتَ إليها من جذورها، ونقول: يستحيل أن يخرج من فم عمر رضي الله عنه مثل هذا الكلام. وهكذا كل رواية مثلها.
أما الآيات القرآنية التي أشرتَ إليها، فإنه لا علاقة لها بتاتا بقصة الإمامة، وإليك بيان بعضها بسرعة:
{كتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ } هذه الآية تتحدث عن الوصية عموما، وليس عن الوصية بالإمامة، ثم من هم أقارب رسول الله الذين تتحدث عنهم؟ وهل يمكن أن يوصي لوالديه؟
{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ } (البينة) تتحدث عن اليهود والنصارى كما هو واضح، ثم لو تحدثت عن المسلمين أو انطبقت عليهم، فكيف يكون المقصود بها الإمامة؟
وهكذا الآيات الأخرى، فهي لا علاقة لها بالموضوع بالمرة، وأظنك تعرف ذلك بسهولة لو قرأتَ الآيات في سياقها.
أما جمع عليّ للقرآن فهو باعتباره صحابيا فردا وليس خليفة، ولم يكن وحده فارس هذا الميدان، ثم إننا نجلّه ونؤمن أنه الخليفة الراشد الرابع الذي ظلّ مطيعا للخلفاء السابقين. أما أنه هو الوحيد الذي جمع القرآن فليس ذلك صحيحا البتة.
وإذا لم تكن تؤمن بالمهدي الغائب، فتكون قد قضيتَ على نظرية الاثني عشرية من جذورها، لأن هذا المهدي أساسٌ عندهم، ولا بد أن يكون غائبا منذ 1200 سنة تقريبا، وإلا فينهار الصرح كله.
أما أدلة صدق المسيح الموعود عليه السلام فلا يمكن تناولها في هذا الجواب، بل لا بد من قراءة بعض كتبه على الأقل من الموقع، وشيئا من سيرته عليه السلام؛ فصدقه بيّن للناظرين؛ كتاب الله يشهد والصحاح، كما قال عليه السلام في قصيدته الرائعة التي مطلعها:
هداك الله هل قتلي يُباح ________وهل مثلي يدمَّر أو يُجاح


 

خطب الجمعة الأخيرة