loader
 

السؤال: هل تعتقدون ان مفاهيم الجماعة والتى تتداولونها والتى تم نقلها عن ميرزا غلام احمد مثل ( موت المسيح الناصرى فى الهند - تأويلات النصوص القطعية الدلالة ( مثل نصوص احياء الموتى وغيرها ) هى تفسيرات واخبار من عند الله اخبرها لمؤسس جماعتكم وهى ملزمة الاعتقاد لجموع المسملين ام هى اجتهاد لكم وتحتمل الصواب والخطأ وغير ملزمة الاعتقاد بها ؟

هذه المفاهيم هي من صميم الإسلام، وأدلتها قرآنية قطعية الدلالة أولا.
فمثلا أدلة وفاة المسيح عليه السلام بلغت العشرات، منها قرآنية ومنها حديثية ومنها إلهامات تلقاها المسيح الموعود عليه السلام من الله تعالى، فقد كتب حضرته في كتاب التبليغ: "ثم بعد تلك الأيام، فُتحت عليّ أبواب الإلهام، وخاطبني ربي وقال:
"يا أحمد، بارك الله فيك. الرحمن علّم القرآن، لتنذر قومًا ما أُنذرَ آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين. قُلْ إني أُمرتُ وأنا أول المؤمنين. يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. إنك اليوم لدينا مكين أمين. أنت مني بمنـزلة توحيدي وتفريدي، فحان أن تعان وتعرف بين الناس. ويعلمك الله من عنده. تقيم الشريعة وتحيي الدين. إنا جعلناك المسيح بن مريم. والله يعصمك من عنده ولو لم يعصمك الناس. والله ينصرك ولو لم ينصرك الناس. الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. يا أحمدي أنت مرادي ومعي. أنت وجيهٌ في حضرتي. اخترتك لنفسي. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبِبْكم الله ويغفِرْ لكم ذنوبكم ويرحَمْ عليكم وهو أرحم الراحمين."
هذه نبذة من إلهاماتي، ومن جملتها إلهام: "إنا جعلناك المسيح بن مريم." ووالله قد كنت أعلم من أيام مديدة أنني جُعِلت المسيح ابن مريم، وأني نازلٌ في منـزله، ولكن أَخفيته نظرًا إلى تأويله، بل ما بدلت عقيدتي وكنت عليها من المستمسكين. وتوقفت في الإظهار عشر سنين، وما استعجلتُ وما بادرتُ وما أخبرتُ حِبًّا ولا عدوّا ولا أحدًا من الحاضرين. وإن كنتم في شك فاسألوا علماء الهند كم مضت من مدة على إلهامي: (يا عيسى إني متوفيك)، أو اقرؤوا "البراهين".
وكنت أنتظر الخِيَرة والرضاء وأمر الله تعالى حتى تكرر ذلك الإلهام، ورُفع الظلام، وتواتر الإعلام، وبلغ إلى عدة يعلمها رب العالمين. وخوطبت للإظهار بقوله: (فاصْدَعْ بما تؤمر)، وظهرت علامات تعرفها حاسة الأولياء وعقل أرباب الاصطفاء، وجُلّي الصبح، وأكّد الأمر، وشرح الصدر، واطمأن الجنان، وأفتى القلب، وتبين أنه وحي الله لا تلبيس الشياطين.
ثم ما اكتفيت بهذا بل عرضته على الكتاب والسنة، ودعوت الله أن يؤيدني، فدقّق الله نظري فيهما وجعلني من المؤيَّدين. وظهر عليّ بالنصوص البينة، القرآنية والحديثية، أن المسيح بن مريم عليه السلام قد تُوفي ولحِق بإخوانه من النبيين.
وكنت أعلم أن وفاة المسيح حق ثابت بالنصوص البيّنة القطعية، القرآنية والحديثية، وأعلم أن إلهامي لا غبار عليه ولا تلبيس ولا تخليط، ومع ذلك كان يقيني بأن اعتقاد المسلمين في نزول المسيح حق لا شبهة فيه ولا ريب، فعسُر عليّ تطبيقهما وكنت من المتحيرين. فما قنعت بالنصوص فقط، لأني وجدت في الأحاديث رائحة قليلة يسيرة من دُخْن الاختلاف بظاهر النظر، وإن كانت الدلائل القوية القاطعة معنا وبأيدينا، وكان القرآن معنا كله، بل ابتغيت معرفة تامةً نقية بيضاء التي يتلألأ كل شق من شقوقها وتبلّغ إلى الحق اليقين.
فتضرعتُ في حضرة الله تعالى، وطرحت بين يديه متمنيًا لكشف سر النـزول وكشف حقيقة الدجال، لأعلمه علم اليقين وأرى به عين اليقين، فتوجهت عنايته لتعليمي وتفهيمي، وأُلهِمتُ وعُلِّمتُ من لدنه أن النـزول في أصل مفهومه حق، ولكن ما فهم المسلمون حقيقته، لأن الله تعالى أراد إخفاءه، فغلب قضاؤه ومكره وابتلاؤه على الأفهام، فصرَف وجوههم عن الحقيقة الروحانية إلى الخيالات الجسمانية، فكانوا بها من القانعين. وبقي هذا الخبر مكتومًا مستورًا كالحَبّ في السنبلة، قرنا بعد قرن، حتى جاء زماننا، واغترب الإسلام، وكثرت الآثام، وغلبت ملة عبدة الصليب، فصالوا على المسلمين بالافتراء والمَين، وأحلُّوا سَفْكَ عُشّاقٍ كانوا كصيد الحرمَين. فصُبّت علينا مصائب كنا لا نستطيع إحصاءها، وضاقت الأرض علينا، وتورمت مُقلتنا باستشراف الناصرين. فأراد الله أن يأتي بصبح الصداقة، ويعين طلاب الحقيقة، من الأعالي والأداني، بنَضْوِ الوِشاح عن مخدَّرة المعاني، ويشفي صدور المؤمنين. وكنا أحق بها وأهلها لأنا رأينا بأعيننا إطراء المسيح وازدراء المصطفى، ودعوة الناس إلى ألوهيّة ابن مريم وسبِّ خير الورى صلى الله عليه وسلم، وسمعنا السبّ مع الشرك والمَين، وأُحرقنا بالنارَين. فكشف الله الحقيقة علينا، لتكون النار علينا بردًا وسلامًا، وكان حقا على الله نصر المضطرين. فأخبرني ربي أن النـزول روحاني لا جسماني، وقد مضى نظيره في سنن الأولين. وإن الله لا يبدل سنته ولا عاداته، ولا يكلف نفسًا إلا وسعها، وكذلك يفعل وهو خير الفاعلين." (التبليغ، ص109-112)
ويفضل أن تقرأ كتاب التبليغ كله، وخصوصا باب "الخاتمة في بعض الحالات الخاصة التي هي مفيدة للمستطلعين الذين يتمنون زيادة المعرفة في سوانحي وسوانح آبائي وسوانح بعض إخواني في الدين" وكذلك كتاب المسيح الناصري في الهند.
أما مسألة أن الله وحده هو المحيي فهذا مما لا ينتطح فيه كبشان. وكثير من المسائل مثل ذلك. وينطبق عليها ما ينطبق على ما قلناه في وفاة المسيح.



 

خطب الجمعة الأخيرة