loader
 

السؤال: السلام عليكم / بعد اطلاعي على موضوعكم حقيقة الجنة والجحيم فهمت أن العذاب والنعيم ليس محسوسا ولا ملموسا كما كنت أفهم من قبل بل كلاهما عملية روحية فقط تشبه كما يقول ( المهدي ) حلما جميلا أو كابوسا مزعجا ولكن الآيات الكثيرة الزاخرة بالملموسات و المحسوسات تنفي تماما هذا الزعم الباطني فما التفسير الروحي للجلود التي تنضج ومقامع الحديد وغيرها أم أني لم أفهم جيدا المقصود بالنعيم و الجحيم الروحيين؟/ شكرا لسعة صدوركم

نعيم الجنة حق وعذاب النار حق، وهما ليسا أحلاما أو أمورا خيالية. كل ما في الأمر أن طبيعتهما تختلف حتما عن الأمور الملموسة والمعلومة والمحسوسة في هذه الحياة الدنيا؛ وهذا لأن هذه الحياة الدنيا تمتاز بالمحدودية والفناء، بينما الحياة الآخرة حياة ممتدة لا تنقطع.

إن الأعمال الصالحة للمؤمن تتمثل له في صور حقيقية ذات طبيعة خاصة في الجنة يلامسها ويتلذذ بنعيمها، كما أن الأعمال الشريرة للإنسان تتمثل له في النار ويذوق ثمراتها وحسراتها؛ أي أن الحياة الآخرة ما هي إلا انعكاس لما كان في هذه الحياة الدنيا، ولهذا فهي امتداد لحياة الإنسان، ولكن بطريقة مختلفة.

وقد استخدم القرآن الكريم أسلوب التمثيل للإعلام عن نعيم الجنة وعذاب النار من خلال استخدام عناصر ومواد ومفاهيم معلومة للبشر ويسهل تصورها، ولكن البعض أسرف في النظر إلى هذه الأمثلة وتمسك بنظرته السطحية لها.

وعلى كل حال، فلا ينبغي التشنج في تناول هذا الأمر طالما لا خلاف في المبدأ؛ وهو أن الجنة حق والنار حق. ولكننا ندعو من يقول بحرفية الأمثلة ويتمسك بها إلى الانتباه إلى الكم الكبير من التناقضات والإشكالات التي تنشأ نتيجة هذا التصور.

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة