loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي عن التقويم العربي الذي حذف منه شهر النسيء وتم تعويضه بالتاريخ الهجري بعد 17عشرة سنة من وفاة سيد الخلق محمد بن عبدالله النبي صل الله عليه وسلم اي منذ 1424 سنة و نيف تقريبا.. وما انجر عليه من تغييرات على الاشهر القمرية (التي اشتقت اسماءها من المضاهر الطبيعية و الانشطة المعروفة انذاك) التي اصبحت تدور على كامل الايام والفصول مما افقدها صبغتها الاصلية حيث اصبح مثلا شهر ربيع القمري يدور على كامل فصول السنة في الصيف والخريف و الشتاء وهكذا مع كل الاشهر العربية وهذا لم يحدث قبل ذلك ومنذ وضع التقويم العربي من طرف الجد الخامس لنبينا عليه الصلاة والسلام.... اخي هذا موضوع شديد الحساسية و كبير الاهمية فكيف يبقى بلا اجوبة ؟ اخي ارجو منك الرد و ربنا يجازيك عنا خير الجزاء.

 

النسيء كما ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" الحديث.، يعني التأخير أو الزيادة في العُمر، وهذا ما كان يفعله العرب في التقويم القمري المتبع عندهم وذلك للتنصل من السَلام في الأشهر الحرم المعروفة عن طريق تأخيرها إلى أشهر أخرى مما يسمح لهم بالتلاعب في العهود والمواثيق فقط لاستمرار القتال طالما النسيء لديهم زيادة لمواكبة الأشهر الشمسية عند اليهود. لهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبة الوداع بأن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، أي عاد إلى أصله الصحيح وهو الأشهر الإثني عشر دون زيادة ولا نقصان  

"أيها الناس {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض و{إِنَ عِدَّةَ الشهور عند اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان." أهـ 

لذلك فالزيادة أو النسيء إنما كانت مجرد حجة أو عذر للمشركين للتنصل من التزاماتهم مع المسلمين بنقلهم الأشهر الحرم التي يحرّم فيها القتال إلى أشهر أخرى عادية وهذا التلاعب هو الذي ذمّه القُرآن المَجِيد. وأما الأشهر الإسلامية فقد رتبت الأشهر حسب القُرآن الكَرِيم إلى إثني عشر شهر كما نص القُرآن الكَرِيم ولذلك صارت الأشهر العربية التي اعتمدت النسيء تدور على الفصول كلها دون تحديد المسميات. 


 

خطب الجمعة الأخيرة