loader
 

السؤال: سلام عليكم و رحمة الله و بركاته . هل صحيح أن هارون أبى أن يهدي قومه حين عبدوا العجل و عندما قال له موسى فرد عليه خفت ان تتفرق بني اسرائيل و يستنبط البعض من هذه الأية أن وحدة الامة اهم من هداية الناس الى عبادة الله و حده؟ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي

يجيب الخليفة الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

 

"هنا ذكر هارون عَلَيهِ السَلام عذره الحقيقي لموسى عَلَيهِ السَلام. فقال لـه لقد نهيتُ القومَ بشدة عن عبادة العجل، ولكني لم أشدد عليهم مخافة أن يتمردوا أو أن تتهمني أنت بأني قد شتتتُ شمل القوم حيث لم أنتظر أوامرك، أو لم أرعَ وصيتك بالحفاظ على الأمن والسلام. يظن البعض لجهلهم أن النبي لا يمكن أن يكون مطيعًا لنبي آخر، وإنما يكون مطاعًا على الدوام ... ولكن هذا خطأ. لا شك أن النبي يكون مطاعًا للذين يُبعث إليهم، ولكن لا يصح القول أنه لا يكون مطيعًا لأحد. وإلا لوجب القول أنه -والعياذ بالله- لا يكون مطيعًا لله تعالى أيضًا. وهذا باطل بالبداهة. خذوا مثلاً هذه الآية نفسها حيث يقول هارون عَلَيهِ السَلام لقومه {فاتّبِعوني وأطيعوا أمري}. فإنه يعتبر نفسه هنا مطاعًا لقومه. ولكن لما رجع موسى من الجبل قال لهارون {أفعصيتَ أمري}؛ وهذا يبين جليًّا أن هارون كان مطاعًا لقومه من جهة، ولكنه كان مطيعًا لموسى من جهة أخرى. ثم إنه قال لموسى {إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}.. وهذا يعني أن هارون عَلَيهِ السَلام كان ينتظر أوامر موسى في كل أمر ذي بال، وكان يتوخى الحذر كله من أن يقصر في طاعة موسى. فثبت أن ما يزعمه عامة الناس من أن النبي لا يكون مطيعًا لنبي آخر لزعم باطل تمامًا بحسب القرآن الكريم." (التفسير الكبير)

فالخلاصة أن الآية: {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (91) } (طه 91) تدل على ان هارون حثّ قومه على الهداية خلافا لمن يقول انه رفض ذلك .


 

خطب الجمعة الأخيرة