نعم، الشيطان كائن خلقه الله للوسوسه، وهنالك شياطين أيضا يعملون تحته. ولكن هذا الشيطان وهذه الشياطين لا عمل لها سوى الوسوسة، ولا تأثير لها على البشر بغير ذلك، فهي لا تتلبسهم، وهي خفية ولا يستطيعون رؤيتها.
والغرض من خلق الشيطان والشياطين هو امتحان البشر وذلك بوضع الشيطان العراقيل في طريقهم والوسوسة لهم حتى يصبح للإيمان قيمة ويجاهد الإنسان نفسه الأمّارة التي يوسوس الشيطان له من خلالها، فيرتقي إلى مرحلة أسمى حين تبدأ نفسه بلومه على فعل الإثم بعد أن كانت تشجعه عليه، ولذا تسمى بالنفس اللوامة، فَإِذَا جاهد نفسه أكثر ولم يعد للإثم أي إغراء قوي في قلبه عندها تتحول نفسه إلى درجة أعلى وهي النفس المطمئنة. فالشيطان كما قَالَ تعالى عمله الوسوسة فقط، فَإِذَا انغمس الإنسان في وساوس الشيطان فأخذ يتحول تدريجياً إلى مثيل للشيطان فيسمى شيطاناً أيضا أو من ذراري الشياطين والعياذ بالله.
ويُفهم معنى لفظ الشيطان حسب السياق؛ فقد يكون ذلك الشيطان الخفي، وقد يكون الإنسان الفاسد المفسد، وقد يكون النفس الأمارة بالسوء في الإنسان، وقد يكون الجراثيم والميكروبات التي لا تُرى وتسبب الالتهابات والأمراض، وقد يكون حيوانا ضاريا. فلا بد من النظر في السياق لفهم المعنى.